borj
الثقافة
نسخ الرابط Nov 09, 2025

هل يمكن أن يعيش 19 قومًا في بلد واحد؟

هل يمكن أن يعيش 19 قومًا في بلد واحد؟

نعم، هذا ممكن. في إيران، يعيش تسعة عشر قومًا معًا بسلام، ويعتبرون أنفسهم جزءًا من الهوية الإيرانية. لفهم هذا التنوع بشكل أفضل، يجب أولًا أن نفهم مفهوم (القوم). عادةً يُعرّف القوم بأنه مجموعة تشترك في التراث الثقافي، النسب، التاريخ، الأرض الأم، اللغة أو اللهجة، الدين، الأساطير، الثقافة الشعبية، العادات والتقاليد، الطعام، أسلوب اللباس، الفنون أو المظهر الخارجي. هذه الأقوام في إيران تشمل: الفارسية، القشقاي، الأذربيجانيون، الأكراد، الغجر، اللور، البلوش، العرب، المازندرانيون، الجيلك، التالش، اللّك، التركمان، التات، الجورجيون، الأرمن، الآشوريون، المندائيون، والقزاق. فيما يلي سنشرح بشكل مفصل أكثر عن الأقوام الأكثر عدداً في إيران.

1- الفارسية:

تشكل أكبر مجموعة من حيث الثقافة الإيرانية، ولها ثقافات ولهجات متنوعة في مناطق مختلفة من إيران. ينحدر هذا القوم من الشعوب الإيرانية القديمة ويعد أكبر مجموعة من الأقوام الآرية. يعيش الفرس غالبًا في المناطق الوسطى وعلى الحدود الجنوبية والشمالية لإيران.

2- الأذربيجانيون:

يُعد الأذربيجانيون من أكبر المجموعات العرقية في إيران، ويتركزون غالبًا في الشمال الغربي للبلاد بين غرب بحر قزوين وبحيرة أورميا. لغتهم الأم هي التركية الأذربيجانية، التي تُعرف أيضًا بالأذري أو الأذربيجانية، ولها هيكل مشابه للتركية العثمانية ولكن بلكنة مختلفة. نصف الأذربيجانيين يعيشون في المدن. أكبر المدن الأذربيجانية هي طهران، تبريز، أورميا، أردبيل، زنجان، خوي ومراغه، بالإضافة إلى وجود أقليات مهمة في همدان وقزوين. معظم الأذربيجانيين شيعة ويتمتعون بثقافة إيرانية، وتعكس موسيقاهم وملابسهم التقليدية جزءًا مهمًا من ثقافتهم.

3- البلوش:

هذا القوم الإيراني يعيش غالبًا في محافظة سيستان وبلوشستان. حتى أواخر القرن التاسع عشر، كانوا يعيشون داخل حدود إيران، لكن مع تصاعد المنافسة بين بريطانيا وروسيا للسيطرة والنفوذ في الشرق الأوسط، ووقوع نزاعات واحتكاكات عرقية، تم تقسيم مناطقهم بين إيران (لاحقًا باكستان وأفغانستان). اليوم يعيش معظم البلوش الإيرانيين في سيستان وبلوشستان، هرمزكان، كرمان، خراسان الرضوي وخراسان الجنوبي. لغتهم هي البلوشية، التي تتيح التواصل الثقافي بين البلوش في إيران وباكستان وأفغانستان وعمان وتركمانستان ودول أخرى.

4- القشقاييون:

القشقاييون من أكبر وأقدم القبائل في إيران ويعرفون بشجاعتهم. يعيش القشقاييون حياة بدوية في إيران، حيث يشير مصطلح "البدو" إلى الجماعات التي ترتبط حياتها بالتنقل والعيش في الطبيعة. لا يزال هذا القوم يقوم بالرحلات الموسمية للانتقال إلى المناطق الباردة في الصيف والمناطق الدافئة في الشتاء. تتألف قبيلة القشقاي من مجموعة من العشائر ذات الأصول التركية والكردية واللرية والعربية، لكن الغالبية من الأتراك، ولغتهم الأم هي التركية. مركز حياتهم الرئيسي هو محافظة فارس، لكنهم يعيشون أيضًا في أصفهان، تشهارمحال وبختياري، كهكيلويه وبوير أحمد، مركزي، بوشهر وقم. أما عن سبب تسمية هذا القوم بـ "قشقاي"، فهناك آراء مختلفة؛ أحدها يقول إن الاسم مشتق من الكلمة التركية "قشقا" التي تعني "الحصان الأبيض"، ورأي آخر يرى أنه مأخوذ من الكلمة التركية "قاچماق" التي تعني "الهارب".

5- الأكراد:

يشكل الأكراد بعد الفرس والأتراك ثالث أكبر مجموعة عرقية في إيران. يعيش الأكراد في إيران غالبًا في محافظات كرمانشاه، كردستان وإيلام، مع مراعاة المناطق الكردية في أذربيجان الغربية وشمال خراسان. وفقًا للمؤرخين، يعود تاريخ وجود الأكراد في إيران إلى حوالي 4000 قبل الميلاد. في البداية عاشوا في إيران وحول بحيرة وان، ثم استقروا في منطقة كردستان وكرمانشاه الحالية. يتحدث الأكراد بالكردية ولغات زازا-غوراني، وهي جزء من الفرع الغربي للغات الإيرانية. أما عن سبب تسمية هذا القوم بـ "كرد"، فقد أوضح عالم الشرق البريطاني "غودفري رولز" أن مصطلح كرد مرتبط بكلمة "كارد" السومرية، والتي وجدت في الألواح الطينية السومرية من الألفية الثالثة قبل الميلاد. عرف الأكراد عبر التاريخ بالشجاعة والبطولة، ولعبوا دورًا مهمًا في حماية حدود إيران، وكانوا يتمتعون بحس وطني قوي ساعدهم على التكاتف والوقوف في وجه الغزاة.

6- اللّور:

عاش شعب اللّور في شمال شرق آسيا، بالقرب من الأنهار المهمة سيحون وجيحون منذ آلاف السنين، ولأسباب غير معروفة وربما بسبب التغيرات الجوية، هاجروا وبعد قطعهم آلاف الكيلومترات، استقروا أخيرًا في جبال الزاغروس الوسطى، حيث يشغلون حاليًا أربع محافظات: لرستان، إيلام، بختياري، كهكيلويه، ويتوزعون أيضًا في عدة محافظات مجاورة وغير مجاورة. خلال تحولات تاريخية كبيرة، وصلوا إلى منطقة بين النهرين وحكموا هذه المنطقة التاريخية لسنوات طويلة. هذا القوم له تقسيمات عديدة، وأهمها وأوسعها تقسيمهم إلى اللّور الكبير واللّور الصغير. يعيشون في مناطق غرب وجنوب غرب إيران سواء بالتنقل الموسمي أو الاستقرار الدائم. هناك عدة آراء حول سبب تسمية هذا القوم بـ "لور": بعضهم يرى أن الاسم مشتق من مكان يسمى "مانرود"، ورأي آخر يقول إن كلمة "لِر" في اللغة اللّورية تعني الجبل المليء بالأشجار، ومن المعروف أن منطقتهم مليئة بالجبال الخضراء المكسوة بالأشجار. وهناك رأي ثالث يرى أن الاسم جاء من شخص يُدعى "لور"، لكن الرأي الأول يبدو الأكثر دقة. لغة اللّور قريبة جدًا من اللغة الفارسية، وتنتمي إلى فرع اللغات الإيرانية الجنوبية الغربية.

مشاركة:

أضف تعليقا


تعلیقات (0)

المحتوى المشترك

الآداب والعادات الإيرانية الجميلة لاستقبال المولود الجديد؛ من التقاليد العريقة إلى المظاهر الحديثة

الآداب والعادات الإيرانية الجميلة لاستقبال المولود الجديد؛ من التقاليد العريقة إلى المظاهر الحديثة

2025, Nov 15
تذكارات إيران: دليل شامل لاقتناء أجمل الهدايا من أرض فارس

تذكارات إيران: دليل شامل لاقتناء أجمل الهدايا من أرض فارس

2025, Nov 15
الثقافة ومكانة الحمّام في إيران

الثقافة ومكانة الحمّام في إيران

2025, Nov 15
آداب الطعام في إيران

آداب الطعام في إيران

2025, Nov 10