الثقافة ومكانة الحمّام في إيران
مقدمة
يمكن دراسة عادات وتقاليد كل أمة من خلال أماكن مختلفة مثل الأسواق، والقصور، والعمارات، والمساجد، والخانات وغيرها، ومن خلال القوانين والتفاصيل التي كانت تُراعى فيها يمكن فهم أفكار ومعتقدات شعوب تلك البلاد. ومن بين هذه الأماكن التي تكشف عن طبيعة الثقافة الإيرانية، الحمّامات التقليدية. فالحمّامات في إيران، نظرًا لطابعها العام، لم تكن أماكن مخصصة للاستحمام فقط، بل كانت فضاءات اجتماعية وثقافية أيضًا. ففي المدن والقرى الإيرانية، وبسبب المناخ الحار والجاف، وندرة المياه، وارتفاع تكاليف بناء الحمّامات، نادرًا ما كان في المنازل حمّامات خاصة، لذلك كان معظم الناس يستخدمون الحمّامات العامة. يعود تاريخ وجود الحمّامات العامة في إيران إلى العهد الأخميني (550–330 قبل الميلاد). وكانت هذه الحمّامات تُنظَّم بطريقة تضمن راحة الجميع؛ إذ كان يتم تخصيص أوقات منفصلة للنساء والرجال لتجنّب الاختلاط وتمكين كل طرف من استخدام الحمّام براحة. كان الرجال يستحمّون من قبل شروق الشمس حتى الساعة الثامنة صباحًا، ثم تُخصَّص الساعات التالية حتى الظهر، وأحيانًا حتى بعد الظهر، للنساء. وكانت بداية عمل الحمّامات وتسخين المياه تبدأ قبل طلوع الشمس، ويُعلَن عن جاهزية الحمّام بواسطة صوت البوق الذي يُسمَع في أرجاء الحي لإبلاغ الناس ببدء العمل.
استخدام الحمّامات العامة في إيران:
لم يكن استخدام الحمّامات العامة في إيران مقتصرًا على الاستحمام فحسب، بل كانت تؤدّي أدوارًا اجتماعية وثقافية وطبية متعدّدة، مثل: • الاجتماعات العائلية واللقاءات الودية بين الأقارب والأصدقاء. • إقامة المناسبات السعيدة مثل احتفال “حمّام العروس والعريس”، إذ كان رجال العائلة يرافقون العريس، ونساء العائلة يرافقن العروس إلى الحمّام مع العزف والغناء، حيث تُقام هناك طقوس “الحنّاء” بوضعها على رؤوس وأيدي العروسين. • اللقاءات والمفاوضات بين كبار رجال الدولة والحكومة. • مكان اجتماع العلماء والأدباء والمفكرين، حيث كانت تُعقد فيه المناظرات والنقاشات الفكرية والعلمية. • إلقاء وقراءة الشعر، حتى إن بعض الحمّامات كانت تُزيَّن جدرانها بأبيات شعرية مكتوبة أو منقوشة. • ملجأ آمن في أوقات الاضطرابات السياسية والاجتماعية. • مكان للعلاج بالأحماض المائية، حيث كان يُستخدم الماء الساخن والبارد لمعالجة الأمراض، كما كانت تُجرى فيه عمليات الفصد (شقّ الوريد) والحجامة، إضافة إلى التدليك، وإزالة الشعر الزائد، وحلق رؤوس الرجال، ووضع الحنّاء أو السدر على الشعر. • وأحيانًا كانت الحمّامات مسرحًا للنزاعات أو لتصفية الحسابات، كما حدث في حادثة اغتيال الأمير كبير عندما كان وزيرًا للدولة. ومن الجدير بالذكر أن الحمّامات العامة في إيران كانت تتميّز بآداب دقيقة وجميلة للاستحمام، وذلك نتيجة لتنوّع استخداماتها وتعدّد روّادها. فعلى سبيل المثال _ عندما كان أي شخص يدخل إلى الحمّام، كان يرفع صوته بالتحية احترامًا لجميع الحاضرين في القاعة. _ إذا دخل أحدهم الحمّام ورأى كبار السن منشغلين بالاغتسال، كان من مظاهر الأدب والتواضع أن يأخذ دلواً أو وعاءً كبيرًا من الماء الساخن من الخزّان ويصبّه على رؤوسهم لمساعدتهم. _ وإذا صادف الشخص أحد أقاربه أو معارفه الأكبر منه سنًّا، كان يقترب منه احترامًا ليقوم بتدليكه (وهو نوع من تليين الجسد باليدين) أو يأخذ منه الصابون برفق ليغسل له ظهره بنفسه. _ عند الدخول إلى الحمّام، كان الأشخاص يغمسون أيديهم في الماء ويأخذون قليلاً من ماء الحوض الأوسط (الخزّان) ليقدّموه تعارفًا للحاضرين، سواء كانوا من المعارف أو الغرباء. وكانوا يُظهرون اهتمامًا ومحبة أكبر تجاه الغرباء، لأنهم كانوا يعتقدون أن الصديق أو القريب لا يحتاج إلى هذا التعارف. _في بعض الأحيان، كان صاحب البيت يدعو ضيفه إلى الحمّام كجزء من طقوس الكرم والضيافة. وكان إعداد الحمّام خصيصًا للضيف يُعدّ علامة احترام وتقدير خاص، وغالبًا ما كان الضيوف يقبلون هذه الدعوة بسرور. إنّ الدقة في ثقافة الاستحمام في إيران لم تقتصر على سلوك الناس تجاه بعضهم البعض، بل امتدّت أيضًا إلى تصميم العمارة وشكل المبنى، إذ جرى تشييد الحمّامات العامة بما يتناسب مع وظائفها المتعددة في المجتمع الإيراني. ففي معظم المدن والقرى الإيرانية، كان الحمّام يُبنى بجانب المسجد ويفتح أبوابه قبل أذان الفجر، ليتمكن الناس من الاغتسال قبل الصلاة. وكانت الحمّامات القديمة تُقام على عمق عدة أمتار أسفل مستوى الشارع أو السوق، حتى يسهل تدفّق المياه إلى الخزّان، ولتحمي المبنى من برودة الشتاء ومن أضرار الزلازل. استُخدمت في بناء الحمّامات مواد مثل الحجر والطوب وملاط الرمل والجير. ففي المناطق الجبلية، كانت الجدران تُشيّد بالحجر، وسقوفها تُغطّى بأخشاب الأشجار والطين الممزوج بالتبن (الكاهگل). أمّا في سواحل بحر قزوين، حيث تكثر الأمطار، فقد كانت الأسقف تُغطّى بالقرميد (السقف الفخاري)، أو تُطلى بالجير فوق القباب الطوبية مباشرةً. وفي سائر المناطق، كانت القباب والجدران تُبنى بالطوب، وتُغطّى الأسقف بطبقة من الكاهگل، بينما في «الحمّامات المهمة» كانت القباب تُرصّف بقطع من الطوب المشوي المزخرف. أما واجهة الحمّام (المدخل أو السردر)، فكانت تُزيَّن برسومات تمثّل شخصيات أسطورية مثل «رستم» أو كائنات رمزية مثل «الشيطان ومالك جهنم»، في إشارة رمزية إلى أن الطهارة والنظافة تعدّان من الطقوس الدينية المقدسة.
بناء الحمّام العام :
كان بناء الحمّام العام يتكوّن من ثلاثة أقسام رئيسية: (الباردخانه أو البَيْنَه) (قاعة الماء البارد)، و«المياندَر» (الدهليز الوسيط)، و«الگرمخانه» (قاعة الماء الساخن). وقد كانت هذه الأقسام تُفصل عن بعضها بممرات ضيّقة لتجنّب تغيّر مفاجئ في درجات الحرارة والرطوبة بين الفضاءات المختلفة. أما «الباردخانه» أو القاعة الأولى، فكانت بمثابة فناء مسقوف في وسطه حوض كبير يُسمّى «الخزّان»، وتحيط به مصاطب مرتفعة يجلس عليها الناس لخلع ثيابهم. وكان صاحب الحمّام يضع على مقعد قريب من الحوض وعاءً فخاريًّا كبيرًا يحتوي على مشروب من «الآلُو» (البرقوق المجفّف) ومائه، إضافةً إلى أوعية صغيرة مع ملاعق خشبية. وفي فصل الشتاء، كان يُقدَّم «عصير الشمندر الساخن مع القليل من الخل» بدلاً من شراب البرقوق، اعتقادًا بأن ذلك يُقوّي صحة المستحمّين ويزيد من متعة الاستحمام!
من الملاحظات اللافتة في تصميم الحمّامات الإيرانية أنّ المعماريين الإيرانيين ابتكروا قِسمًا يُعرف باسم «مياندَر» (الدهليز الوسيط)، وكان الهدف منه أن يتمكّن الشخص من الانتقال تدريجيًا من قاعة الماء الساخن إلى القاعة الباردة دون أن يتعرّض لنزلة برد بسبب تغيّر درجة الحرارة المفاجئ. كان قسم** «الگرمخانه»** (القاعة الساخنة) ذا شكل ثماني أو رباعي، تحيط به جدران سميكة، وهو المكان المخصّص للاستحمام والغُسل. وُضِعت في وسطه «الخزّانة» (الحوض العميق) التي تحتوي على الماء الساخن، وبجوارها خزان الماء البارد. كما كان يُوضَع في قاع الخزّان صفيح معدني قطره بين ۶۰ و۱۱۰ سم، ليكون فاصلاً بين النار المشتعلة أسفله والماء أعلاه، وبذلك يُحافظ على درجة حرارة الماء المطلوبة باستمرار. وكانت الحمّامات تضمّ أقسامًا فرعية أخرى، تختلف من عصر إلى آخر، مثل: • الحوش (الحیاط): فناء مفتوح متصل بالمدخل. • الجلوخان: الساحة الأمامية المكشوفة أمام المدخل الرئيسي. • السردر: الواجهة المزخرفة التي تميّز مدخل الحمّام. • الهَشتی: البهو المسقوف الذي يلي السردر ويؤدّي إلى الحوش. • الممرّات الداخلية: التي تربط بين الأقسام المختلفة وتساعد على تدرّج الحرارة. • چالهحوض : حوض صغير عند مدخل القاعة الساخنة يُملأ بماء فاتر ليغسل المستحمّ قدميه قبل الدخول ويُعادل حرارة جسده. • شاهنشين : تجويف فاخر في الجدار، كان يُفرش بحجارة ناعمة ليجلس فيه من يضع الحناء على شعره أو جسده حتى يثبت اللون. • الخزّان (الخزینه): حوض عميق يُملأ حتى منتصفه بالماء الذي يُسخّن بواسطة النار من الأسفل، ويُستخدم للغسل والاغتسال الشرعي. وكان يُغترف منه الماء باستخدام الدلو أو «المَشربه». • آتشخانه (بيت النار): المكان الذي يقع أسفل الخزّان حيث تُوقد النار. • گربهرو: ممرّات ضيّقة تحت أرض الحمّام تُستخدم لتصريف الدخان والرطوبة وتوزيع الحرارة على جميع أنحاء الحمّام. • تون یا گلخَن: الموقد الذي تُوقد فيه النار لتسخين الماء. • تيان: نظام القنوات تحت الأرض الذي ينقل الحرارة والدخان إلى المداخن. • المداخن (دودكشها): فتحات لتصريف الدخان. • حوضخانه : غرفة تحتوي على بركة ماء داخلية صغيرة. • آبانبار (خزان الماء): مستودع لحفظ الماء المستخدم في الحمّام. • نورهكشخانه: غرفة مخصّصة لإزالة الشعر الزائد أو وضع الحناء أو الحجامة. أما طريقة تسخين المياه فكانت من أعاجيب العمارة الإيرانية القديمة؛ إذ وُضع تحت الخزّان الرئيسي موقد يُسمّى «تون» تُشعل فيه النار طوال الليل لتدفئة الماء استعدادًا للاستحمام في الصباح الباكر. وكان الوقود المستخدم هو فضلات الحيوانات والأغصان الجافة.
تقسيم الحمّامات بين العاملين فيها :
كذلك تميّزت الحمّامات بتقسيم دقيق للأدوار والمهام بين العاملين فيها. فقد كان مهنة الحمّامي من أكثر المهن ازدهارًا في الماضي، ولم تكن تتوقّف حتى في الأعياد أو الظروف الصعبة، بل كانت مصدرًا لخلق فرص عمل أخرى. ومن أبرز هذه الوظائف:
- التونتاب : المسؤول عن تسخين الماء وتنظيف الحمّام.
- الدلّاك: يقوم بالغسل والدَّلك و«الكيّسة» (تقشير الجلد).
- المُشتمالچي: مختصّ بالتدليك الاحترافي.
- الحمّامي: صاحب الحمّام ومديره.
- البادو: مسؤول عن ترتيب الأحذية وتوزيع المناشف (اللِّفّ) وتنظيم دخول الزبائن.
- البوقي: يعلن بقرع البوق عند الفجر لإعلام الناس بأن الحمّام قد سُخِّن وأصبح جاهزًا للاستخدام. ومن المثير أيضًا أنّ مدة الاستحمام كانت طويلة جدًا مقارنة باليوم، إذ كان الناس يقضون في الحمّام ساعات عديدة. فبعد الانتهاء من الغسل، كانوا يجلسون في «الباردخانه» يتحدّثون ويتبادلون الأخبار، ويدخّنون النرجيلة، ويشربون الشاي أو القهوة، وأحيانًا يتناولون الطعام أو يستمعون إلى الموسيقى، بل كان بعضهم يقضي وقته في العبادة. ولهذا السبب كان الحمّام مكانًا اجتماعيًا وثقافيًا بامتياز، يجمع بين النظافة الجسدية والراحة النفسية والاجتماعية.
الأدوات والأشياءفي الحمامات العامة الإيرانية :
من بين الأدوات والأشياء التي كانت تُستخدم في الماضي في الحمامات العامة الإيرانية من أجل الغسل والنظافة، يمكن ذكر مجموعة من الوسائل والمواد الطبيعية التي كان لكلٍّ منها وظيفة محددة، وتعكس ثقافة النظافة والاهتمام بالجمال لدى الإيرانيين، وهي: • الليف: قطعة قماشية صغيرة بحجم اليد، تُصنع عادةً من خيوط القطن أو الكتان أو الصوف، تُستخدم بعد فركها بالصابون أو بشامبو طبيعي لفرك الجسم وتنظيفه من الأوساخ. • الكيـسة: نوع أكثر خشونة من الليف، تُستخدم عادةً مع مادة تُسمى «السفيد آب» (وهي نوع من الطين الأبيض)، وذلك لتقشير البشرة وإزالة الطبقة الميتة منها. • السفيد آب (الروشوي): مادة تُستخدم لتقشير وتبييض البشرة، وتكون على شكل كرات صغيرة بيضاء، ما زالت تُستخدم في إيران حتى اليوم. • حجر القدم (حجر الحمام): نوع من الأحجار المسامية الصغيرة، يُفرك بها كعب القدم لإزالة الجلد الميت وتنعيمه. • النُّورة أو الواجبِي: مسحوق يُخلط بالماء ويُستخدم لإزالة شعر الجسم الزائد، وبعد بضع دقائق يُغسل بالماء. • المَشرَبة: إناء معدني (عادةً من النحاس) على شكل أسطوانة ذات مقبض، يُستخدم لسكب الماء على الرأس والجسم أثناء الحمام. • الطَشت أو اللَجن: وعاء عميق وكبير يُملأ بالماء، ويُستخدم عادةً لغسل الملابس أو لسكب الماء منه بواسطة وعاء أصغر يُسمى (التاس). • التاس: إناء صغير يُستخدم لأخذ الماء من الطشت وسكبه على الجسم. • اللُّـنْـغ: قطعة قماش مستطيلة الشكل يلفها المستحم حول خصره لتغطية جسده أثناء الحمام. • المصباح الزيتي (چراغ پیه سوز): مصباح بدائي مصنوع من الطين أو الحجر، يُملأ بدهن الحيوان (الدهن المذاب) وتُوضع فيه فتيلة قطنية تُشعل لتوفير إضاءة خافتة داخل الحمام. • بقجة المِسند: قطعة قماش تُربط أطرافها لتشكيل حقيبة صغيرة يُوضع فيها المال والملابس النظيفة وأدوات الحمام، وكان الناس يحملونها معهم إلى الحمام. • العطور والمواد الطبيعية: في تلك الحقبة لم تكن هناك شامبوهات أو صوابين صناعية كما اليوم، لذلك كان الناس يستخدمون مواد طبيعية مثل السدر، الخطمى، الكتيرا، الحناء، الدلوك، المورد، الأشنان، اللبان، المصطكي، اللادن، والطين المغسول (الطين الخاص بغسل الشعر) لتنظيف وتطييب الجسم والشعر، وكذلك لتعطير أجواء الحمام. في النهاية، يجب أن ننتبه إلى أن الحمامات في إيران، خلال كلّ حقبة تاريخية، كانت تتغير في طرازها ووظيفتها بحسب الوضع الاقتصادي والثقافي للناس في ذلك العصر.
أنواع رئيسية من الحمامات في إيران
فقد وُجدت ثلاثة أنواع رئيسية من الحمامات في إيران هي: الحمامات المتنقلة، والحمامات الخاصة، والحمامات العامة. الحمامات المتنقلة (أو السفرية أو البُلغار) كانت تُستخدم في أماكن مثل الحملات العسكرية أو معسكرات الملوك. وقد ورد ذكرها في بعض كتب الرحالة، مثل الرحالة الإيطالي بيترو دلاواله الذي كتب يقول: لأن الحملات العسكرية في إيران كانت شبه دائمة، وكان الجميع، من الجنود إلى رجال البلاط، يقضون معظم أوقاتهم في المعسكرات لا في البيوت، فقد حاول الإيرانيون ابتكار وسائل مختلفة لتأمين الراحة خلال هذه الفترات. حتى الحمامات المتحركة كانت ترافق الجيش، حيث تُنصب تحت الخيام في السهول والصحارى. وقد رأيتُ بنفسي أجهزة خشبية ضخمة تُستخدم كحمامات تُحمل على ظهور الجمال، لكنني لا أعلم تماماً كيف كانت تعمل، لأنني لم أدخل يوماً إلى تلك الخيام التي تُنصب فيها.
أما الحمامات الخاصّة أو الشخصية فكانت موجودة في بيوت الأثرياء وذوي المكانة الاجتماعية العالية. وفي بعض الأحيان، كانت بعض العائلات تفتح حمامها الخاص لعامة الناس، إمّا مجاناً أو مقابل مبلغ بسيط. ويُعتقد أن سبب ذلك يعود إلى اعتقاد الإيرانيين بأن من البرّ أن (يوفّر الإنسان لإخوانه في الدين وسيلة للطهارة وغسل الذنوب.) ومن المثير أن الناس في الماضي — حتى الأثرياء، وخاصة النساء — كانوا يذهبون إلى الحمام في مجموعات مع الأصدقاء والأقارب، ولهذا السبب كانت الحمامات الخاصة لا تختلف كثيراً في طرازها ووظيفتها عن الحمامات العامة.
وفي الختام، يمكن القول إن الحمامات المنزلية والشخصية هي الشكل السائد اليوم في إيران، مثلما هو الحال في بقية أنحاء العالم. ومع ذلك، لا تزال بعض الحمامات العامة موجودة حتى اليوم، وغالباً ما تكون مقسّمة إلى أقسام منفصلة للرجال والنساء.