
الطيور المحلية البارزة في إيران
تتمتع إيران بموقع جغرافي فريد يجعلها موطناً لتنوع ملحوظ من الطيور المحلية. فمن جبال ألبرز وزاكروس إلى السهول الصحراوية وسواحل الخليج الفارسي، يحتضن كل نظام بيئي أنواعاً خاصة من الطيور، حيث يُعثر على الكثير منها حصرياً في إيران أو تمتلك إيران أعداداً مهمة من تجمعاتها. في هذا المقال من إيران اليوم نسلّط الضوء على بعض النماذج المميزة من الطيور المحلية في البلاد، من خلال التعريف بخصائصها الشكلية، وعاداتها السلوكية، وموائلها الطبيعية، إضافةً إلى حالتها من حيث الحماية والتهديدات التي تواجهها.
1. الحُبارى الإيرانية (Chlamydotis macqueenii)
• الخصائص الشكلية:
الحُبارى الإيرانية هي أكبر الطيور المحلية في إيران. تمتاز بجسم ضخم، وعنق طويل ورفيع، وجسم ممدود نسبياً مع ذيل طويل. لون الصدر وأمام العنق رمادي فاتح، بينما تبرز على جانبي العنق ريشات سوداء طويلة نسبياً، تظهر من بعيد على شكل خطوط واضحة فوق الخلفية البنية للعنق.
العادات السلوكية:
الحُبارى الإيرانية طائر اجتماعي نسبياً، ويُرى خارج موسم التفريخ في مجموعات صغيرة من عدة أفراد. يملك طيراناً سريعاً مع خفقان بطيء وثقيل للجناحين، إلا أنه لا يُظهر ميلاً للطيران ويفضل غالباً المشي. يسير بخطوات هادئة، لكنه قادر على الجري بسرعة عالية تصل إلى نحو 40 كم/ساعة. عند شعوره بالخطر يختبئ قرب الشجيرات أو ينكمش ملتصقاً بالأرض. يتغذى على تشكيلة واسعة من الأغذية، فهو كليّ التغذية، إذ يأكل النباتات مثل الأزهار والثمار والبذور والبراعم والأوراق، بالإضافة إلى الحشرات والثعابين والسحالي. يبدأ موسم تفريخ الحُبارى الإيرانية من منتصف مارس حتى منتصف أبريل، حيث يحدد الذكر منطقته. وهو طائر أحادي الزوجة، يبني عشه في حُفرة ضحلة غير مبطنة على الأرض، غالباً في المناطق الرملية أو الحصوية ذات الشجيرات المتناثرة. تستغرق فترة حضانة البيض نحو 35 يوماً، لكن الفراخ تظل مع الأم حتى حلول فصل الخريف.
• موطن العيش:
تستوطن الحُبارى الإيرانية السهول شبه الصحراوية في وسط وشرق إيران. وفي فصل الشتاء تنتشر على امتداد السواحل الجنوبية للبلاد، من الأراضي المنخفضة في جنوب خوزستان مروراً بمحافظات سيستان وبلوشستان، وجنوب فارس، وصولاً إلى هرمزغان.
• حالة الحماية:
تُصنَّف الحُبارى الإيرانية ضمن الأنواع المعرّضة للخطر (VU) في القائمة الحمراء للـ IUCN الخاصة بالطيور.
• التهديدات:
يُعد الصيد بواسطة الصقّارين في منطقة الشرق الأوسط من أبرز التهديدات الدولية التي تواجه هذا الطائر. كما تتعرض موائله الطبيعية للتدمير بسبب توسّع أنشطة السياحة البيئية، والتجارب والمناورات العسكرية، والرعي الجائر، واستخراج الرمال والحصى، بالإضافة إلى توسعة شبكات الطرق وخطوط نقل الكهرباء. كذلك تُعزى زيادة معدلات النفوق في التجمعات المتبقية إلى حوادث الاصطدام بخطوط الكهرباء، والافتراس من قِبل الحيوانات آكلة اللحوم، فضلاً عن الصيد الجائر وغير القانوني.
2. الأورق الفارسي (Podoces pleskei)
• الخصائص الشكلية:
يتميّز الأورق الفارسي بجسم ذي لون كريمي مائل إلى القرميدي، مع ذيل أسود. أجنحته سوداء تتخللها شريطتان بيضاوان واضحتان. ويُعد الطائر الوحيد المتوطّن حصرياً في إيران، إذ تكيف بشكل فريد مع الظروف القاسية للصحاري، ما جعله يحظى في إيران بلقب "الأورق الصحراوي" ضمن فصيلة الغربان.
• العادات السلوكية:
يُعدّ الأورق الفارسي طائراً ذكياً، فعندما يقترب متطفّل من عشه يركض على الأرض بسرعة، وبفضل لونه المموَّه يصعب تمييزه أو تتبعه. أحياناً يظهر فوق شجيرة ليلفت الانتباه، ما يجعل الوصول إليه أمراً شاقاً على مطارديه وأعدائه. ونظراً لما يسببه من إرباك لملاحقيه أثناء المطاردة، يطلق عليه الأهالي المحليون اسم "أحمق دَوان". الأورق الفارسي طائر إقليمي لا يسمح بتداخل عوائله، فإذا وُجد عشّان له في منطقة واحدة فلن يُعثر على أورق فارسي ثالث ضمن نطاق لا يقل عن 500 متر. التزاوج عند هذا الطائر يتم أحادياً (أحادي الزوجة). يبني عشه على شكل وعاء باستخدام سيقان وأغصان النباتات، ثم يبطّنه بالصوف وشعر الحيوانات والطين. تضع الأنثى عادةً ما بين بيضتين إلى خمس بيضات. أما نظامه الغذائي فيشمل بذور النباتات، والزواحف الصغيرة مثل السحالي، إضافة إلى الحشرات ويرقاتها.
موطن العيش:
يعيش الأورق الفارسي في السهول والشجيرات المنتشرة ضمن المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية في وسط إيران، وكذلك في مجاري الأنهار الموسمية. ويُعدّ هذا الطائر رمزاً فريداً وبارزاً لبيئات صحاري وسط إيران، حيث يمكن اعتباره عنصراً يمنح الهوية الطبيعية لتلك الأقاليم.
• الوضع:
ينتمي هذا الطائر إلى فصيلة الغربان، وقد تراجعت أعداده بشكل ملحوظ نتيجة تدهور موائله الطبيعية، مما جعله عرضة للخطر. وتُصنَّف حالته حالياً ضمن الفئة قريبة التهديد (NT).
• التهديدات:
تتمثل أبرز التهديدات التي تواجه الزاغ البور في تدمير موائله الطبيعية بسبب التوسع الزراعي، وقطع الأشجار والشجيرات، إضافة إلى الرعي المفرط الناجم عن تزايد أعداد المواشي. وقد أدى ذلك إلى تراجع حاد في أعداده مقارنة بالماضي القريب.
3. أبلق أحمر الذيل (Oenanthe chrysopygia)
• الخصائص الشكلية:
أبلق أحمر الذيل أو ذو الظهر الذهبي طائر يبلغ طوله نحو 14 إلى 15 سنتيمتراً. يتميز بذيل برتقالي–ذهبي لامع، ورأس وحلق أسودين، مع باطن جسم أبيض. الفارق الأساسي بين الذكر والأنثى هو أن الأنثى تفتقر إلى السواد في الرأس. ومن أبرز سماته المميزة ذيله الأحمر الواضح وأغنيته العذبة الجميلة.
العادات السلوكية:
يركض الابلق احمر الذيل على الأرض مع تحريك ذيله باستمرار. يتغذى على الحشرات والعناكب واللافقاريات الصغيرة. عادةً ما يُرى هذا الطائر إما منفرداً أو على شكل زوجين. أما موطن عشّه المفضل فهو الأرض الصلبة المليئة بالحجارة مع غطاء نباتي منخفض، وبالقرب من الصخور أو المنحدرات، حيث يمكنه الاستفادة منها للاختباء.
• موطن العيش:
يعيش الشقراق الإيراني أساساً في المناطق الجافة، شبه الصحراوية، والمناطق الجبلية الصخرية. من بين مواطنه في إيران: خراسان، سمنان، يزد، أصفهان، كرمان، سيستان وبلوشستان، سهول كوير وصحراء لوط.
• الوضع:
يُصنَّف الابلق احمر الذيل ضمن الأنواع الأقل قلقاً (LC) وفقاً لقائمة IUCN، ويُعد مؤشراً على صحة النظم البيئية الجبلية في إيران.
• التهديدات:
يُعد تدمير المواطن الطبيعية من أهم العوامل المهددة لأعداد هذا الطائر المحلي في إيران.
النتيجة:
الطيور الموجودة في إيران حوالي 323 نوعاً محلياً، منها 100 نوع محلي تماماً، و86 نوعاً محلياً في بعض المناطق من إيران، ولكن قد تكون مهاجرة صيفياً أو عابرة في مناطق أخرى من البلاد. كما يوجد 78 نوعاً صيفياً، والكثير منها مهاجر عابر لا يُرى في الشتاء، و59 نوعاً صيفياً في بعض المناطق وشتوياً في مناطق أخرى. من بين هذه الأنواع المحلية الإيرانية، هناك بعض الأنواع المهددة بالانقراض الشديد. ويمكن الحفاظ على هذه الأنواع النادرة والمحلية من خلال التحكم في العوامل المهددة لكل نوع، مثل حماية المواطن الطبيعية، منع الصيد، إنشاء مناطق محمية، وغيرها من الإجراءات الوقائية.