مقدمة

تُعدّ إيران من الدول التي تتمتع بتنوع مناخي واسع، مما يجعلها موطنًا طبيعيًا غنيًا لأنواع مختلفة من الكائنات الحية. هذا التنوع البيئي المنتشر في أنحاء البلاد أدى إلى تفرّق أنواع الطيور في مناطق متعددة. من الجبال الشاهقة إلى السهول الجافة والمستنقعات الغنية بالمياه، لكل منطقة طيورها الخاصة والمميزة. في هذا المقال من "إيران اليوم"، نسلط الضوء على أبرز أنواع الطيور الإيرانية وفقًا لمواطنها الطبيعية المختلفة.

1.الطيور الجبلية والمرتفعة:

تُعد المناطق الجبلية في إيران مثل جبال البرز وزاغروس موطنًا لأنواع من الطيور التي تكيفت مع المناخ البارد والارتفاعات العالية. تشمل محافظات أذربيجان، خراسان، كرمان وبلوشستان أنواعًا شائعة من الطيور الجبلية. هذه الأنواع منتشرة من جبال أوروبا الغربية حتى جبال الهيمالايا. فيما يلي بعض الأمثلة على هذه الطيور:

• الكبك القزويني (Tetraogallus caspius):

o طائر كبير الحجم ذو لون رمادي وأبيض o الموطن: المرتفعات التي تزيد عن 3000 متر في جبال البرز وزاغروس

• الطيهوج الأسود (Lyrurus mlokosiewiczi):

o طائر نادر يتميز بذيل فريد o الموطن: غابات أرسباران والمناطق الجبلية في شمال غرب إيران

• النسر الذهبي (Aquila chrysaetos):

o من أكبر الطيور الجارحة في إيران o الموطن: الجبال المنتشرة في جميع أنحاء البلاد

2.الطيور الغابية والمناطق الخضراء:

تشمل هذه المواطن المناطق المنخفضة والسهلية والجبلية الواقعة جنوب بحر قزوين. تمتد هذه المنطقة من منتزه جولستان الوطني وصولًا إلى آستارا، وتشمل مواقع بارزة مثل منتزه نور الغابي، غابة سي‌سنگان في نوشهر، ومناطق تالش الغابية، وهي من أفضل الأماكن لمشاهدة أجمل الطيور في إيران ولممارسة هواية مراقبة الطيور. توفّر الغابات الإيرانية الغذاء، المأوى، وأماكن مناسبة لبناء الأعشاش، مما يساعد على حماية الطيور من الظروف البيئية القاسية ومن الحيوانات المفترسة. من بين الطيور التي تعيش في هذه المناطق يمكن ذكر: أنواع السُّهرات، القَرقَس، الباز الغابي، الشاهين، الزرزور الأزرق، أنواع السُّسْك، نقّار الأشجار، وغيرها. وفيما يلي بعض الأمثلة على هذه الطيور:

• نقّار الخشب السوري (Dendrocopos syriacus):

o طائر ذو منقار قوي يستخدمه لحفر جذوع الأشجار o الموطن: غابات هيركانية

• السُّهرة الغابية (Common Chaffinch):

o طائر متوسط الحجم، ذو ذيل طويل متشعب ومنقار حاد o الموطن: الغابات ذات الأوراق الإبرية والعريضة أو المختلطة، وكذلك الحدائق والمزارع

• القَرقَس الهيركاني (القزويني) (Hyrcanian (Caspian) Tit):

لون الجسم رمادي مع منطقة سوداء واضحة من الرأس إلى الرقبة، منقار قصير وأرجل داكنة
الموطن: أعماق غابات شمال إيران

3 .الطيور المائية والمرتبطة بالمستنقعات:

تضم إيران 22 مستنقعًا دوليًا مثل أنزلي، شادگان وغاوخوني، إلى جانب أكثر من 2000 كيلومتر من السواحل الممتدة على بحر قزوين، الخليج الفارسي وبحر عمان. هذه المواطن تشكل بيئة مثالية للطيور المائية والطيور التي تعيش قرب الماء. العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض والمميزة يمكن رؤيتها في هذه المناطق. الجدير بالذكر أن هذا النوع من المواطن الطبيعية في إيران تعرض لأكبر قدر من الضرر البيئي. من أبرز الطيور التي تعيش في هذه المواطن: الكركي السيبيري، الغيلانشاه المنقط، إوزة العروس، الزقزاق أسود الصدر، البط البلوطي، البط الرخامي، والبط أبيض الرأس. وفيما يلي بعض الأنواع البارزة:

• الفلامينغو (Phoenicopterus roseus):

o طائر ذو أرجل طويلة ولون وردي مميز o الموطن: المستنقعات في شمال وجنوب إيران

• البط أخضر الرأس (Anas platyrhynchos):

o من أشهر أنواع البط في إيران o الموطن: المستنقعات والبحيرات ذات المياه العذبة

• البجع الأبيض (Pelecanus onocrotalus):

o طائر كبير الحجم مزود بكيس خاص لصيد الأسماك o الموطن: مستنقع ميانكاله وبحيرة أرومية

4.الطيور الصحراوية وشبه الصحراوية:

تُعد المناطق الجافة والصحراوية في إيران، مثل صحراء كوير وصحراء لوت، موطنًا للطيور التي تكيفت مع ندرة المياه وظروف المناخ القاسية.

• الحُبَارَى (Chlamydotis undulata):

o طائر ذو عنق طويل ويتميز بطيرانه السريع o الموطن: صحارى وسط إيران

• الغراب الإيراني (Podoces pleskei):

o طائر محلي فريد لا يوجد إلا في إيران o الموطن: المناطق الصحراوية في شرق ووسط البلاد

• الشرشور الترابي (Rhodospiza obsoleta):

o طائر صغير بمنقار قوي o الموطن: المناطق الجافة وشبه الصحراوية

5.الطيور الساحلية والجزرية:

تُعد الجزر والمناطق الساحلية مواطن طبيعية مهمة للطيور البحرية والمهاجرة، نظرًا لخصوصية ظروفها البيئية. هذه المناطق تجذب الطيور بسبب توفر الغذاء، وجود أماكن آمنة لبناء الأعشاش، وكونها محمية نسبيًا من العوامل الضارة. من أبرز المناطق الساحلية في إيران التي تحتضن هذا النظام البيئي: جزر الخليج الفارسي مثل جزيرة نخیلو، هرمز، وقشم، بالإضافة إلى مستنقع دوکوهک في جزيرة قشم، وجزيرة هاله في منطقة تنغستان. وفيما يلي بعض الأنواع البارزة من الطيور في هذه المواطن:

• الخطاف البحري (Sterna hirundo):

o طائر ذو أجنحة ضيقة وطيران سريع o الموطن: جزر الخليج الفارسي

• البلشون الرمادي (Ardea cinerea):

o طائر طويل القامة بأرجل طويلة o الموطن: السواحل الجنوبية والمستنقعات

• الإوز أبيض الجبهة (Anser albifrons):

o من الطيور المهاجرة شتاءً o الموطن: السواحل الشمالية والجنوبية لإيران

الأنواع المهددة بالانقراض في إيران وأسباب ذلك:

تنقسم الطيور الإيرانية المهددة بالانقراض إلى مجموعتين رئيسيتين:

1 .الأنواع المهددة عالميًا (وفقًا للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة - IUCN):

هذه الطيور لا تواجه خطر الانقراض في إيران فقط، بل في جميع أنحاء العالم. من أبرز هذه الأنواع: • الطيور الجارحة مثل الصقور والنسور • الدجاجة الرملية ذات البطن الأسود • البجع الرمادي • الحدأة الحمراء • البط أبيض الرأس

2 .الأنواع المهددة محليًا (وفقًا لقوانين منظمة حماية البيئة الإيرانية):

هذه الأنواع قد لا تكون مهددة عالميًا، لكنها تواجه خطرًا داخل إيران بسبب قلة أعدادها أو ظروف بيئية خاصة. مثال على ذلك: • الكركي السيبيري o لا يُعتبر مهددًا عالميًا بشكل كبير o لكنه يُعد من الأنواع النادرة جدًا في إيران o يُعرف فرده الوحيد في إيران باسم "أميد" (الأمل)

أهم أسباب تهديد الطيور في إيران:

• تدمير المواطن الطبيعية بسبب التوسع العمراني والصناعي • الرعي الجائر في المناطق الحساسة • تصريف مياه الصرف الصحي والصناعي في البحيرات والمستنقعات • قطع الأشجار وتدمير الغابات • الصيد الجائر وغير القانون

النتيجة:

إن وجود سلاسل جبال البرز وزاكروس، إلى جانب بحر قزوين في الشمال، والخليج الفارسي وبحر عمان في الجنوب، بالإضافة إلى التيارات الهوائية المتنوعة التي تمر عبر الهضبة الإيرانية، قد قسّم البلاد الواسعة إيران إلى عدة أنظمة بيئية رئيسية. تشمل هذه الأنظمة: • الغابات عريضة الأوراق في الشمال • السواحل شبه الاستوائية في الجنوب • الصحارى الجافة في وسط البلاد • المروج الجبلية على سفوح البرز وزاكروس • وأخيرًا الجبال الشاهقة في كل من هذه المناطق، تعيش أنواع متعددة من الطيور، مما يجعل إيران مصدرًا غنيًا جدًا من حيث تنوع الطيور. لكن، وعلى الرغم من هذا التنوع، فإن العوامل البيئية السلبية مثل تدمير المواطن الطبيعية، التلوث، والصيد الجائر، قد أدّت إلى تهديد بعض الأنواع بالانقراض في كل نظام بيئي.