
خصائص البناء الإيراني وفقًا للمناخ
يعد المناخ والطقس في منطقة البناء أحد العوامل المهمة التي يجب مراعاتها. تمتاز إيران بأربعة مناخات رئيسية؛ حيث قام المعماريون الإيرانيون ببناء المباني المتوافقة مع كل مناخ، مع مراعاة الخصائص المناخية لكل منطقة
1.خصائص البناء في المناخ المعتدل والرطب في إيران:
في المناخ المعتدل والرطب، يتم بناء المباني بشكل متفرق ومنفتح بسبب وجود تيارات الهواء الدافئة والباردة وهبوب الرياح. تؤثر اتجاهات هبوب الرياح على موقع البناء أيضًا. على سبيل المثال، في هذا المناخ تُبنى المباني مواجهة للرياح المرغوبة القادمة من البحر، بينما تكون الجهة الخلفية للمباني باتجاه الرياح غير المرغوبة. تجدر الإشارة إلى أنه في المناخ المعتدل والرطب، لا تهم نسبة التهوية الطبيعية بسبب الحرارة والرطوبة العالية. بالنسبة للمباني في هذه المنطقة، تُبنى الشرفات المغطاة بسبب هطول الأمطار الكثيرة. بالإضافة إلى ذلك، بسبب الأمطار الغزيرة، تتميز أسقف المباني في هذه المنطقة بأنها مائلة، وتمتد الميل إلى قرب الأرض. لحماية المباني من رطوبة الأرض الزائدة، تُبنى البيوت على قواعد خشبية. أما في المناطق الجبلية ذات الرطوبة الأقل، فعادةً ما تُبنى البيوت على قواعد من الحجر والطين. استخدام المواد في البناء يختلف حسب كل مناخ. في هذا المناخ الرطب، تُستخدم المواد التي تمتص القليل من الرطوبة وتبخرها بسرعة.
2.خصائص البناء في المناخ البارد والجبلية في إيران:
تحدد الخصائص المناخية لهذه المنطقة ميزات خاصة للبناء. يتميز البناء في هذا المناخ بالمباني الصغيرة، المغلقة والمتوجهة نحو الداخل (ذات الفناء المركزي والشرفات). تتميز هذه المباني بأسطح مسطحة، وكثافة عمرانية، ومبانٍ متصلة، وممرات ضيقة تمتد عمودية على اتجاه الرياح، ومباني منخفضة الارتفاع ذات نوافذ وأبواب صغيرة، ومواجهة المباني لأشعة الشمس. بالإضافة إلى ذلك، في المناطق الباردة من إيران، تُصمم المباني بحيث تسمح بأشعة الشمس بالتسرب إلى الداخل في فصل الشتاء. كما تُبنى المباني متقاربة لتقليل مساحة السطح المعرضة للهواء الطلق، مما يقلل من فقدان الطاقة. تُستخدم مواد البناء ذات السعة الحرارية العالية والألوان الداكنة، وتُختار الأسطح المسطحة للحفاظ على الثلج كعازل حراري. الفرق الرئيسي بين العمارة في هذه المناطق والمناطق الحارة والجافة هو الحاجة إلى الاستفادة من حرارة أشعة الشمس داخل المباني في فصل الشتاء. لهذا السبب، تُغطى الأسطح الخارجية بطلاء داكن وتكون النوافذ أكبر من تلك في المناطق الحارة والجافة.
3.خصائص البناء في المناخ الحار والجاف في إيران:
تدفع جفاف وحرارة الجو سكان هذه المنطقة إلى تصميم عمارة خاصة بهذا المناخ لتوفير الراحة الحرارية. من خصائص العمارة في هذا المناخ في إيران ما يلي: • تُبنى أبراج الرياح في المباني لتوجيه الرياح إلى الداخل. • تتميز العمارة بالانفتاح نحو الداخل وتحتوي على فناء مركزي مزروع بالأشجار والنباتات لزيادة الرطوبة. • تُصمم المخططات بحيث يكون هناك حد أدنى من أشعة الشمس الداخلة إلى المباني، لذلك يتم تصميم المخططات بشكل مضغوط. • تُبنى المخططات بحيث تكون الجهة الخلفية للمبنى نحو أشعة الشمس. • يتم بناء المباني باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي. • تكون الجدران سميكة. • تستخىم الألوان الفاتحة و الأسطح الخارجية تكون عاكسة الضوء، وغالباً ما تكون مدهونة باللون الأبيض. • تُبنى المباني بمواد مثل الطين التي تتمتع بسعة حرارية عالية. • يُسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الظل على الأسطح الخارجية. • بسبب نقص الخشب، تُبنى الأسطح بشكل قبة أو قوس ومن طوب خام وطين، دون أي هيكل خشبي. في المناطق شبه الصحراوية، تُبنى الأسطح من الخشب نظراً للاعتدال النسبي في درجة الحرارة ووجود كمية كافية من الخشب، وتكون مسطحة.
4.خصائص البناء في المناخ الحار والرطب في إيران:
تتأثر خصائص البناء في هذه المنطقة من إيران بالمناخ الحار والرطب. تشمل الخصائص المعمارية لهذه المنطقة وضع النوافذ حول المباني، وجود شرفات واسعة مغطاة ومتعددة لمنع تسرب المطر وتوفير الظل الكامل على الجدران، بناء البادجيرات لتوجيه النسيم البحري البارد إلى داخل المباني، واستخدام مواد ذات مقاومة حرارية عالية في البناء. على الرغم من أن تكييف البناء مع المناخ يمكن أن يوفر راحة أكبر للسكان ويكون موضع اهتمام المعماريين، إلا أن هناك عوامل أخرى مثل تكلفة العمل، وتطور علم العمارة ومواد البناء جعلت تأثير المناخ على شكل العمارة يتراجع.