
تعرف على مناخات إيران
يُطلق على المناخ الحالة المتوسطة للطقس في منطقة معينة وعلى مدى فترة طويلة. بعبارة أخرى، يتناول المناخ التغيرات التي تحدث على الأرض نتيجةً لتعرضها لأشعة الشمس وزاوية الميل. هناك خمسة عوامل يمكن أن تؤثر في تشكيل المناخ، وهي: التعرض لأشعة الشمس، درجة الحرارة، رطوبة الهواء، كمية الأمطار، وهبوب الرياح. في العديد من مناطق العالم، يتم تحديد المناخ بواسطة خط العرض والارتفاع عن سطح البحر. إيران، بوقوعها بين خطي العرض 25 و40 درجة شمالاً، تقع في منطقة دافئة وتعتبر هضبة مرتفعة من حيث الارتفاع. تعتبر إيران واحدة من أندر المناطق الجغرافية في العالم حيث يمكن رؤية أربعة مناخات مختلفة في وقت واحد. يمكن تصنيف المناخات الرئيسية التي تغطي إيران كما يلي
أ)المناخ المعتدل والرطب (سواحل جنوب بحر قزوين)
تتمتع السواحل الشمالية لإيران، الواقعة بجوار بحر قزوين، بمناخ معتدل وهطول أمطار غزير. هذه المنطقة المحصورة بين سلسلة جبال ألبرز وبحر قزوين تتكون من سهول منخفضة، وكلما اتجهنا شرقًا في إيران، تقل الرطوبة. بعبارة أخرى، سلسلة جبال ألبرز في شمال إيران قد فصلت بين مناخين متضادين، مما فصل السهول المنخفضة لبحر قزوين عن الهضبة الجافة في وسط إيران. من خصائص مدن هذا المناخ في إيران الرطوبة العالية للهواء، والاعتدال في درجة الحرارة، وكميات الأمطار الوفيرة. تتراوح درجة حرارة الهواء في أيام الصيف بين 25 و30 درجة مئوية، وفي ليالي الصيف بين 20 و23 درجة مئوية. أما الشتاء في هذه المنطقة، فإن درجات الحرارة تكون فوق الصفر.
ب) المناخ البارد (جبال غرب إيران)
يقع هذا المناخ في المنطقة الجبلية غرب إيران. في هذه المنطقة الباردة، يكون متوسط درجة الحرارة في أحرّ شهر من السنة أكثر من 10 درجات مئوية، بينما يكون متوسط الحد الأدنى لدرجة الحرارة في أبرد شهر من السنة حوالي 3- درجات مئوية. تعمل سلسلة الجبال الغربية في إيران كسد، مانعةً من دخول رطوبة البحر الأبيض المتوسط إلى الهضبة الإيرانية، حيث تحتفظ بالرطوبة في منحدراتها. من الخصائص الأخرى لهذا المناخ البارد في إيران، الحرارة الشديدة في الوديان خلال فصل الصيف والاعتدال في فصل الشتاء. يعود هذا الحدث الطبيعي إلى مقدار وشدة أشعة الشمس في فصل الصيف والشتاء. تكون شتاء هذا المناخ في إيران قاسية جداً وباردة وغالبًا ما تكون مصحوبة بالصقيع.
ج) المناخ الحار والجاف (هضبة وسط إيران)
تتميز هذه المنطقة بجو جاف ومناطق صحراوية ونصف صحراوية؛ والسبب في ذلك هو هبوب الرياح المهاجرة من الجنوب الغربي والشمال الغربي التي تتحرك نحو خط الاستواء. تفقد هذه الرياح معظم رطوبتها عند عبورها القارة الكبرى، مما يؤدي إلى دخول الهواء الجاف إلى هذه المنطقة من إيران. يشمل هذا المناخ في إيران مناطق شبه استوائية، ولذلك يتميز بغلاف جوي ذو ضغط مرتفع يجعل الهواء يتحرك من الأعلى إلى الأسفل، مما يجعله جافًا وحارًا. كمية الأمطار في هذا المناخ بإيران قليلة جداً، وتكون الأمطار غالبًا غزيرة ومفاجئة. قلة الرطوبة وعدم وجود السحب في سماء هذا المناخ تسبب تغيرات شديدة في درجة الحرارة. على سبيل المثال، تصل درجة الحرارة في أيام الصيف إلى 70 درجة مئوية، وتنخفض بشدة في الليالي لتصل إلى 17 درجة مئوية.
د) المناخ الحار والرطب (سواحل جنوب إيران)
تقع سواحل جنوب إيران، التي تفصلها سلسلة جبال زاغروس عن الهضبة المركزية، في هذا المناخ. تتمتع مناطق هذا الجزء من إيران بصيف حار ورطب وشتاء معتدل. في مناخ سواحل جنوب إيران، وبسبب الرطوبة العالية، فإن التغيرات في درجات الحرارة بين الليل والنهار وفي الفصول المختلفة تكون قليلة جداً؛ حيث تتراوح درجة الحرارة في الصيف بين 35 و40 درجة مئوية. كمية الأمطار في هذا المناخ قليلة جداً، وغالباً ما تهطل الأمطار في فصلي الخريف والشتاء. قلة الأمطار خاصةً في الصيف وارتفاع معدلات التبخر تؤدي إلى تقليل الغطاء النباتي في سواحل جنوب بحر عمان والخليج الفارسي. وجود المياه الجوفية المالحة أيضًا هو أحد خصائص المناخ الحار والرطب في إيران.